کد مطلب:240991 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138

القذة بالقذة
روی الشیخ الكلینی بإسناده عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا علیه السلام و ذكر شیئا فقال: «ما حاجتكم إلی ذلك، هذا أبوجعفر قد أجلسته مجلسی و صیرته مكانی. و قال: إنا أهل بیت یتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة». [1] .

و فی روایة الشیخ المفید «حذو القذة بالقذة» [2] .

قال العسكری فی «حذوالنعل بالنعل، و القذة بالقذة»: أی بمثل فعله و هو مثله حذوالنعل بالنعل و القذة بالقذة. و القذة: الریشة التی تركب علی السهم. «و سهم أقذ»: أی لاریش علیه، و مقذوذ مریش، «و ما أصبت منه أقذ و لامریشا»: أی لم أصب منه شیئا. و نحو المثل قول الشاعر:



الناس مثل زمانهم

قذ الحذاء علی مثاله



فالبس أخاك علی التص

نع و التفاوت من فعاله



فالطرف یكبو مرة

و هو الجواد علی اعتلاله [3] .



و ذكره المیدانی و قال: أی مثلا بمثل، یضرب فی التسویة بین الشیئین، و مثله حذوالنعل بالنعل، و القذة لعلها من القذ: و هو القطع یعنی به قطع الریشة المقذوذة علی قدر صاحبتها فی التسویة، و هی فعلة بمعنی مفعولة كاللقمة، و الغرقة، و التقدیر حذیا حذو، و من رفع أراد: هما حذو القذة. [4] و قال الزمخشری بعد المثل: النابل یحذو كل ریشة علی طرح صاحبتها، یضرب فی التماثلین [5] و یماثل الكل قولهم: «طابق النعل بالنعل» ذكرناه عند التكلم عن المثل النبوی: «حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة» و قلنا هناك



[ صفحه 358]



لعل مصدره المثل السائر المتقدم [6] فی الحدیث النبوی: «لتركبن سنة من كان قبلكم حذوالنعل بالنعل و القذة بالقذة، و لاتخطون طریقتهم شبرا بشبرو ذراعا بذراع و باعا بباع حتی أن لو كان من قبلكم دخل حجرضب لذخلتموه...». [7] .

و الرضا علیه السلام یرید من المثل السائر أن ابنه الجواد یحل محله و یقوم مقامه فی الإمامة فی كل ماله من شؤون، و أنه محمد كما أن أولهم محمد و آخرهم محمد و كلهم محمد رواه السید عبدالله شرب طاب ثراه فی كتابه. [8] .



[ صفحه 360]




[1] أصول الكافي 320:1، كتاب الحجة، تفسير البرهان 443:4.

[2] الاختصاص 279.

[3] الجمهرة علي حاشية مجمع الأمثال 257 - 256/1.

[4] مجمع الأمثار 195:1، حرف الحاء.

[5] المستقصي 61:2.

[6] الأمثال النبوية 361:1، رقم المثل 231، حرف الحاء مع الذال.

[7] تفسير القمي 413:2، عند سورة الانشقاق: 19.

[8] مصابيح الأنوار 399:2، مع شرح الحديث.